محسن النابتي: تونس تتعرّض لابتزاز رخيص..وأطراف خارجية تعرقل المحاسبة
قال محسن النابتي الناطق الرسمي باسم التيار الشعبي، في ميدي شو الثلاثاء 25 أفريل 2023، إنّ حزبه لم ولن يكف عن طلب محاسبة من كانوا في السلطة (في إشارة بالخصوص إلى حركة النهضة)، مهما كان الزمن السياسي، على الجرائم الي وقعت في العشر سنوات الأخيرة، مؤكّدا أنّ المحاسبة ممر اجباري ''دون تشفي وتنكيل وبدون عقوبات جماعية''.
وصرّح النابتي أنّه خلال تلك السنوات تمّ استضعاف حزبه سواء كمشتكين أو كمتضررين في ملفات التسفير والإرهاب والإغتيالات بطريقة خطيرة، مؤكدا أنّه تمّ التلاعب بالملفات والإستهانة بدم الاشهداء بكلّ استهتار، وفق تعبيره.
وشدّد على أنّه تمّت استباحة دماء الشهداء محمد البراهمي وشكري بلعيد ولطفي نقض. وتابع قوله : "من يتحدّثون اليوم جرى في عهدهم سحل النخبة السياسية طيلة 10 سنوات"، مضيفا أنّه كانت هناك "غرفة في حركة النهضة مهمتها سحل السياسيين وهتك أعراضهم وتدميرهم".
وقال النابتي: "لا أحد يملك ان يقنع بنات (وأبناء) البراهمي وبلعيد ونقض والأمنيين بالقول أنّ الوضع غير مناسب.. لا أحد يملك أن يقنع من شاهدت والدها والرصاص يخترق جسمه والدم ينزف منه أنّ الوقت غير مناسب".
واعتبر النابتي أنّ هؤلاء الناس سيحاسبون على الجرائم التي ارتكبوها، معبّرا في الأثناء عن إصرار حزبه على الدفاع عن قضاء عادل يسترجع حقوق الناس.
وحسب تصريحاته فإنّ بن علي كان لديه الشجاعة يوم 13 جانفي (2011) للإعتراف بأنّه تمّت مغالطته بينما هؤلاء الناس (في إشارة إلى النهضة) برغم الدمار والدم الذي سال والتدمير على جميع المستويات لا أحد فيهم اعترف بالخطأ بل هم ماضون إلى الأمام".
وقال ضيف ميدي شو إنّ الوضع في ملفات الشهداء أفضل، ويرى بأنّه توجد إرادة لتلافي كلّ الإخلالات الي حدثت في السابق.
واعتبر أنّ الإتهامات الموجهة لرئيس الجمهورية قيس سعيّد باستخدام القضاء كأداة لقمع معارضيه، غير صحيحة. وقال إنّه " لو كان الأمر كذلك لقام بتصفية حساباته في أشهر معدودة".
ويرى بأنّ القضاء، على غرار مؤسسات الدولة الأخرى، ما يزال في طور التعافي اذا استمر المسار على نهج واضح يأخذ بعين الإعتبار الملفات الثلاثة: اصلاح سياسي عميق ومحاسبة كل من أجرم في حق الشعب واصلاحات اقتصادية كبرى.
من جهة أخرى وفي علاقة بالضغوط الخارجية والتدخل الأجنبي في الشؤن الداخلية لتونس والتي أشار إليها حزب التيار الشعبي في بيانه الأخير، قال النابتي إنّ الدولة التونسية تتعرّض لابتزاز رخيص من أجل فرض أجندا سياسية معيّنة من أطراف ودول أجنبية تستغلّ الوضع الإقتصادي لتونس.
وقال إنّ جهات اقليمية وخارجية لها علاقة بملف التسفير والإرهاب وتبييض الأموال تعرقل المحاسبة لأنّ من مصلحتها ان تحفظ الملفات، ومن هنا يأتي، وفق رأيه، جزء كبير من الضغط بعد إيقاف راشد الغنوشي الذي يعتبر قيادة عليا في تنظيم الإخوان المصنف إرهابي في عديد الدول، حسب تصريحه.
وقال الناطق باسم التيار الشعبي إنّ الغرب يبتز تونس على مستويين، المستوى الأوّل أنّه يريد (على شاكة النفط مقابل الغذاء) منح قروض لتونس مقابل ثمن سياسي وهو البقاء في الخيارات الإقتصادية الأطلسية المتوحشة دون أن يكون للدولة التونسية الحقّ تغير منوال تنمية ليكون منوالا وطنيا نابعا من خيارات تونسية.
وعلى مستوى آخر هناك لوبيات وقوى سياسية مرتبطة بالغرب يريد المحافظة عليهم، ويرى بأنّ والأمريكان يريدون المحافظة على الإخوان كحليف استراتيجي، وفق تقديره.
واعتبر أنّ تونس وصلت مرحلة الانهيار الاقتصادي بفعل خيارات الغرب المفروضة عليها، مشدّدا على ضرورة أن تتعامل تونس بسيادية دون تشنجات.
وقال النابتي إنّ الوضع يتطلّب جرأة كبيرة في معالجته، معتبرا أنّ قرض الصندوق الدولي لن يحلّ المشاكل التي تتخبّط فيها البلاد.
كما انتقد تخلي البنوك عن دورها في الاستثمار، واعتبر أنّ استقلالية البنك المركزي تعدّ من بين أسباب الإخفاق الإقتصادي. مشدّدا على ضرورة التراجع عن استقلالية البنك ليعود محافظه ضمن مجلس الوزراء".
كما دعا ضيف ميدي شو إلى التخلي عن نظام الرخص لتغيير وضع الإقتصاد القائم على الريع والعائلات النافذة التي يعتبرها مجرّد نيابات للشركات متعدّدة الجنسيات.